فصل: تفسير الآيات (22- 30):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (22- 30):

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30)}
قوله: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ} قرأ الجمهور بالنون في الفعلين، وقرئ بالياء فيهما، وناصب الظرف محذوف مقدر متأخراً، أي يوم نحشرهم كان كيت وكيت، والاستفهام في {أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ} للتقريع والتوبيخ للمشركين. وأضاف الشركاء إليهم، لأنها لم تكن شركاء لله في الحقيقة، بل لما سموها شركاء أضيفت إليهم، وهي ما كانوا يعبدونه من دون الله، أو يعبدونه مع الله. قوله: {الذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} أي تزعمونها شركاء، فحذف المفعولان معاً، ووجه التوبيخ بهذا الاستفهام أن معبوداتهم غابت عنهم في تلك الحال، أو كانت حاضرة ولكن لا ينتفعون بها بوجه من الوجوه، فكان وجودها كعدمها.
قوله: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} قال الزجاج: تأويل هذه الآية: أن الله عزّ وجلّ أخبر بقصص المشركين وافتتانهم بشركهم، ثم أخبر أن فتنتهم لم تكن حتى رأوا الحقائق إلا أن انتفوا من الشرك، ونظير هذا في اللغة أن ترى إنساناً يحب غاوياً، فإذا وقع في هلكة تبرأ منه فتقول: ما كانت محبتك إياه إلا أن تبرأت منه انتهى. فالمراد بالفتنة على هذا كفرهم: أي لم تكن عاقبة كفرهم الذي افتخروا به، وقاتلوا عليه، إلا ما وقع منهم من الجحود والحلف على نفيه بقولهم: {والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} وقيل المراد بالفتنة هنا جوابهم، أي لم يكن جوابهم إلا الجحود والتبريء، فكان هذا الجواب فتنة لكونه كذباً، وجملة: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} معطوفة على عامل الظرف المقدّر كما مرّ والاستثناء مفرّغ، وقرئ: {فتنتهم} بالرفع وبالنصب. ويكن وتكن والوجه ظاهر، وقرئ: {وَمَا كَانَ فِتْنَتُهُمْ} وقرئ: {رَبَّنَا} بالنصب على النداء {انظر كَيْفَ كَذَبُواْ على أَنفُسِهِمْ} بإنكار ما وقع منهم في الدنيا من الشرك، {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} أي زال وذهب افتراؤهم وتلاشى، وبطل ما كانوا يظنونه من أن الشركاء يقرّبونهم إلى الله. هذا على أنّ {ما} مصدرية. وقيل هي موصولة عبارة عن الآلهة أي فارقهم ما كانوا يعبدون من دون الله فلم يغن عنهم شيئاً، وهذا تعجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حالهم المختلفة ودعواهم المتناقضة. وقيل لا يجوز أن يقع منهم كذب في الآخرة؛ لأنها دار لا يجري فيها غير الصدق، فمعنى {والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} نفي شركهم عند أنفسهم، وفي اعتقادهم، ويؤيد هذا قوله تعالى: {وَلاَ يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً} [النساء: 42].
قوله: {وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} هذا كلام مبتدأ لبيان ما كان يصنعه بعض المشركين في الدنيا، والضمير عائد إلى الذين أشركوا، أي وبعض الذين أشركوا يستمع إليك حين تتلو القرآن {وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} أي فعلنا ذلك بهم مجازاة على كفرهم، والأكنة: الأغطية جمع كنان مثل الأسنة والسنان، كننت الشيء في كنه: إذا جعلته فيه، وأكننته أخفيته، وجملة: {جَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} مستأنفة للإخبار بمضمونها، أو في محل نصب على الحال، أي وقد جعلنا على قلوبهم أغطية كراهة أن يفقهوا القرآن، أو لئلا يفقهوه، والوقر: الصمم، يقال وقرت أذنه تقر وقراً: أي صمت.
وقرأ طلحة ابن مصرف {وِقْراً} بكسر الواو، أي جعل في آذانهم ما سدّها عن استماع القول على التشبيه بوقر البعير، وهو مقدار ما يطيق أن يحمله، وذكر الأكنة والوقر تمثيل لفرط بعدهم عن فهم الحق وسماعه، كأن قلوبهم لا تعقل، وأسماعهم لا تدرك، {وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا} أي لا يؤمنوا بشيء من الآيات التي يرونها من المعجزات، ونحوها لعنادهم وتمرّدهم.
قوله: {حتى إِذَا جَاءوكَ يجادلونك يَقُولُ الذين كَفَرُواْ إِنْ هذا إِلاَّ أساطير الأولين} {حتى} هنا هي الابتدائية التي تقع بعدها الجمل، وجملة {يجادلونك} في محل نصب على الحال. والمعنى: أنهم بلغوا من الكفر والعناد أنهم إذا جاءوك مجادلين لم يكتفوا بمجرد عدم الإيمان، بل يقولون إن هذا إلا أساطير الأوّلين. وقيل: {حتى} هي الجارة وما بعدها في محل جر، والمعنى: حتى وقت مجيئهم مجادلين يقولون إن هذا إلا أساطير الأوّلين، وهذا غاية التكذيب ونهاية العناد. والأساطير قال الزجاج: واحدها أسطار.
وقال الأخفش: أسطورة.
وقال أبو عبيدة أسطارة.
وقال النحاس: أسطور.
وقال القشيري: أسطير. وقيل: هو جمع لا واحد له كعباديد وأبابيل، والمعنى: ما سطره الأوّلون في الكتب من القصص والأحاديث. قال الجوهري: الأساطير الأباطيل والترهات.
قوله: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنأون عَنْهُ} أي ينهى المشركون الناس عن الإيمان بالقرآن، أو بمحمد صلى الله عليه وسلم ويبعدون هم في أنفسهم عنه. وقيل: إنها نزلت في أبي طالب، فإنه كان ينهى الكفار عن أذية النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويبعد هو عن إجابته {وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} أي ما يهلكون بما يقع منهم من النهي والنأي، إلا أنفسهم بتعريضها لعذاب الله وسخطه، والحال: أنهم ما يشعرون بهذا البلاء الذي جلبوه على أنفسهم.
قوله: {وَلَوْ ترى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النار} الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لكل من تتأتى منه الرؤية. وعبر عن المستقبل يوم القيامة بلفظ الماضي تنبيهاً على تحقق وقوعه، كما ذكره علماء المعاني، و{وُقِفُواْ} معناه حبسوا، يقال وقفته وقفا ووقف وقوفاً، وقيل: معنى {وُقِفُواْ عَلَى النار} أدخلوها، فتكون {على} بمعنى (في). وقيل هي بمعنى الباء: أي وقفوا بالنار أي بقربها معاينين لها، ومفعول ترى محذوف، وجواب {لو} محذوف، ليذهب السامع كل مذهب، والتقدير: لو تراهم إذا وقفوا على النار لرأيت منظراً هائلاً وحالاً فظيعاً {فَقَالُواْ ياليتنا نُرَدُّ} أي إلى الدنيا {وَلاَ نُكَذّبَ بئايات رَبّنَا} أي التي جاءنا بها رسوله صلى الله عليه وسلم، {وَنَكُونَ مِنَ المؤمنين} بها العاملين بما فيها، والأفعال الثلاثة داخلة تحت التمني أي تمنوا الرد، وأن لا يكذبوا، وأن يكونوا من المؤمنين، برفع الأفعال الثلاثة كما هي قراءة الكسائي وأهل المدينة، وشعبة، وابن كثير، وأبي عمرو.
وقرأ حفص، وحمزة، بنصب نكذب ونكون بإضمار أن بعد الواو على جواب التمني، واختار سيبويه القطع في {وَلاَ نُكَذّبَ} فيكون غير داخل في التمني، والتقدير: ونحن لا نكذب على معنى الثبات على ترك التكذيب، أي لا نكذب رددنا أو لم نردّ، قال: وهو مثل دعني ولا أعود، أي لا أعود على كل حال تركتني أو لم تتركني. واستدل أبو عمرو بن العلاء على خروجه من التمني بقوله: {وَإِنَّهُمْ لكاذبون} لأن الكذب لا يكون في التمني. وقرأ ابن عامر {وَنَكُونَ} بالنصب، وأدخل الفعلين الأوّلين في التمني، وقرأ أبيّ {وَلاَ نُكَذّبَ بئايات رَبّنَا أَبَدًا} وقرأ هو وابن مسعود: {ياليتنا نُرَدُّ فلاَ نُكَذّبَ} بالفاء والنصب، والفاء ينصب بها في جواب التمني كما ينصب بالواو كما قال الزجاج، وقال أكثر البصريين: لا يجوز الجواب إلا بالفاء.
قوله: {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ} هذا إضراب عما يدل عليه التمني من الوعد بالإيمان والتصديق، أي لم يكن ذلك التمني منهم عن صدق نية وخلوص اعتقاد، بل هو لسبب آخر، وهو أنه بدا لهم ما كانوا يخفون، أي يجحدون من الشرك، وعرفوا أنهم هالكون بشركهم، فعدلوا إلى التمني والمواعيد الكاذبة. وقيل: بدا لهم ما كانوا يخفون من النفاق والكفر بشهادة جوارحهم عليهم. وقيل: بدا لهم ما كانوا يكتمون من أعمالهم القبيحة كما قال تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مّنَ الله مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47] وقال المبرد: بدا لهم جزاء كفرهم الذي كانوا يخفونه، وهو مثل القول الأوّل. وقيل: المعنى أنه ظهر للذين اتبعوا الغواة ما كان الغواة يخفون عنهم من أمر البعث والقيامة {وَلَوْ رُدُّواْ} إلى الدنيا حسبما تمنوا {لعادوا} لفعل ما نهوا عنه من القبائح التي رأسها الشرك، كما عاين إبليس ما عاين من آيات الله ثم عاند {وَإِنَّهُمْ لكاذبون} أي متصفون بهذه الصفة لا ينفكون عنها بحال من الأحوال ولو شاهدوا ما شاهدوا. وقيل المعنى: وإنهم لكاذبون فيما أخبروا به عن أنفسهم من الصدق والإيمان. وقرأ يحيى بن وثاب {وَلَوْ رِدُّوا} بكسر الراء؛ لأن الأصل رددوا فنقلت كسرة الدال إلى الراء، وجملة {وَإِنَّهُمْ لكاذبون} معترضة بين المعطوف وهو {وقالوا} وبين المعطوف عليه وهو {لعادوا} أي لعادوا إلى ما نهوا عنه {وَقَالُواْ إِنْ هي إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا} أي ما هي إلا حياتنا الدنيا {وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} بعد الموت، وهذا من شدّة تمرّدهم وعنادهم، حيث يقولون هذه المقالة على تقدير أنهم رجعوا إلى الدنيا بعد مشاهدتهم للبعث.
قوله: {وَلَوْ ترى إِذْ وُقِفُواْ على رَبّهِمْ} قد تقدّم تفسيره في قوله: {وَلَوْ ترى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النار} أي حبسوا على ما يكون من أمر ربهم فيهم. وقيل: {على} بمعنى (عند) وجواب {لو} محذوف، أي لشاهدت أمراً عظيماً، والاستفهام في {أَلَيْسَ هذا بالحق} للتقريع والتوبيخ، أي أليس هذا البعث الذي ينكرونه كائناً موجوداً، وهذا الجزاء الذي يجحدونه حاضراً. {قَالُواْ بلى وَرَبّنَا} اعترفوا بما أنكروا، وأكدوا اعترافهم بالقسم {قَالَ فَذوقوا العذاب} الذي تشاهدونه وهو عذاب النار {بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} أي بسبب كفركم به أو بكل شيء مما أمرتم بالإيمان به في دار الدنيا.
وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} قال: معذرتهم.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عنه {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} قال: حجتهم {إِلاَّ أَن قَالُواْ والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} يعني المنافقين والمشركين قالوا وهم في النار: هلم فلنكذب فلعله أن ينفعنا، فقال الله: {انظر كَيْفَ كَذَبُواْ على أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ} في القيامة {مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} يكذبون في الدنيا.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، عنه في قوله: {والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ثم قال: {وَلاَ يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً} [النساء: 42] قال بجوارحهم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة: {انظر كَيْفَ كَذَبُواْ على أَنفُسِهِمْ} قال: باعتذارهم الباطل {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} قال: ما كانوا يشركون.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن مجاهد في قوله: {وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} قال: قريش، وفي قوله: {وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} قال: كالجعبة للنبل.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِى ءاذَانِهِمْ وَقْراً} قال: يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئاً، كمثل البهيمة التي لا تسمع النداء ولا تدري ما يقال لها.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن السديّ قال: الغطاء أكن قلوبهم أن يفقهوه، والوقر الصمم، و{أساطير الأولين} أساجيع الأوّلين.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس قال: أساطير الأوّلين: أحاديث الأوّلين.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة قال: أساطير الأوّلين: كذب الأوّلين وباطلهم.
وأخرج عبد الرزاق، والفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس في قوله: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} قال: نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين أن يردّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتباعد عما جاء به.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ، عن القاسم بن مخيمرة نحوه.
وأخرج ابن جرير عن عطاء نحوه أيضاً.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباس في الآية قال: ينهون عنه الناس أن يؤمنوا به، وينأون عنه: يتباعدون.
وأخرج ابن جرير، من طريق العوفيّ عنه قال: لا يلقونه ولا يدعون أحداً يأتيه.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن محمد بن الحنفية، في الآية قال: كفار مكة كانوا يدفعون الناس عنه ولا يجيبونه.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد نحوه.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن قتادة قال: ينهون عن القرآن، وعن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وينأون عنه يتباعدون عنه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن أبي هلال، في الآية قال: نزلت في عمومة النبيّ صلى الله عليه وسلم وكانوا عشرة، فكانوا أشدّ الناس معه في العلانية، وأشدّ الناس عليه في السرّ.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن قتادة في قوله: {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ} قال: من أعمالهم {وَلَوْ رُدُّواْ لعادوا لِمَا نُهُواْ عَنْهُ} يقول: ولو وصل الله لهم دنيا كدنياهم التي كانوا فيها لعادوا إلى أعمالهم، أعمال السوء التي كانوا نهوا عنها.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال: أخبر الله سبحانه أنهم لو ردّوا لم يقدروا على الهدى، فقال: {وَلَوْ رُدُّواْ لعادوا لِمَا نُهُواْ عَنْهُ} أي ولو ردّوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما حيل بينهم وبينه أوّل مرّة، وهم في الدنيا.

.تفسير الآيات (31- 36):

{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}
قوله: {قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَاء الله} هم الذين تقدّم ذكرهم. والمراد من تكذيبهم بلقاء الله تكذيبهم بالبعث، وقيل تكذيبهم بالجزاء. والأوّل أولى، لأنهم الذين قالوا قريباً: {إِنْ هي إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [الأنعام: 29] {حتى إِذَا جَاءتْهُمُ الساعة بَغْتَةً} أي القيامة، وسميت ساعة لسرعة الحساب فيها. ومعنى بغتة: فجأة، يقال بغتهم الأمر يبغتهم بغتاً وبغتة. قال سيبويه: وهي مصدر في موضع الحال، قال: ولا يجوز أن يقاس عليه، فلا يقال: جاء فلان سرعة، و{حتى} غاية للتكذيب لا للخسران، فإنه لا غاية له {قَالُواْ ياحسرتنا} هذا جواب {إذا جاءتهم} أوقعوا النداء على الحسرة، وليست بمنادى في الحقيقة ليدلّ ذلك على كثرة تحسرهم. والمعنى: يا حسرتنا احضري، فهذا أوانك، كذا قال سيبويه في هذا النداء وأمثاله، كقولهم يا للعجب ويا للرجل. وقيل: هو تنبيه للناس على عظم ما يحلّ بهم من الحسرة، كأنهم قالوا: يا أيها الناس تنبهوا على عظيم ما بنا من الحسرة، والحسرة: الندم الشديد {على مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} أي على تفريطنا في الساعة، أي في الاعتداد لها، والاحتفال بشأنها، والتصديق بها. ومعنى فرّطنا ضيعنا، وأصله التقدّم، يقال فرط فلان: أي تقدّم وسبق إلى الماء، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «وأنا فرطكم على الحوض» ومنه الفارط: أي المتقدم فكأنهم أرادوا بقولهم: {على مَا فَرَّطْنَا} أي على ما قدّمنا من عجزنا عن التصديق بالساعة والاعتداد لها، وقال ابن جرير الطبري: إن الضمير في {فرّطنا فيها} يرجع إلى الصفقة، وذلك أنهم لما تبين لهم خسران صفقتهم ببيعهم الإيمان بالكفر، والدنيا بالآخرة {قَالُواْ ياحسرتنا على مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} في صفقتنا، وإن لم تذكر في الكلام، فهو دالّ عليها؛ لأن الخسران لا يكون إلا في صفقة. وقيل الضمير راجع إلى الحياة: أي على ما فرّطنا في حياتنا.
قوله: {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ على ظُهُورِهِمْ} هذه الجملة حالية، أي يقولون تلك المقالة، والحال أنهم: {يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ على ظُهُورِهِمْ} أي ذنوبهم، جمع وزر: يقال: وزر يزر، فهو وازر وموزور، وأصله من الوزر. قال أبو عبيدة: يقال للرجال إذا بسط ثوبه، فجعل فيه المتاع: احمل وزرك، أي ثقلك، ومنه الوزير، لأنه يحمل أثقال ما يسند إليه من تدبير الولاية. والمعنى: أنها لزمتهم الآثام فصاروا مثقلين بها، وجعلها محمولة على الظهور تمثيل {أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} أي بئس ما يحملون.
قوله: {وَمَا الحياة الدنيا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ} أي وما متاع الدنيا إلا لعب ولهو على تقدير حذف مضاف، أو ما الدنيا من حيث هي، إلا لعب ولهو. والقصد بالآية تكذيب الكفار في قولهم: {مَا هي إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا} واللعب معروف، وكذلك اللهو، وكل ما يشغلك فقد ألهاك.
وقيل: أصله الصرف عن الشيء. وردّ بأن اللهو بمعنى الصرف لامه ياء، يقال لهيت عنه، ولام اللهو واو، يقال لهوت بكذا {وَلَلدَّارُ الآخرة خَيْرٌ لّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} سميت آخرة لتأخرها عن الدنيا، أي هي خير للذين يتقون الشرك والمعاصي، أفلا تعقلون ذلك. قرأ ابن عامر {وَلَدَارُ الآخرة} بلام واحدة، وبالإضافة وقرأ الجمهور باللام التي للتعريف معها، وجعل الآخرة نعتاً لها والخبر {خير} وقرئ تعقلون بالفوقية والتحتية.
قوله: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الذي يَقُولُونَ} هذا الكلام مبتدأ مسوق لتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم عما ناله من الغمّ والحزن بتكذيب الكفار له. ودخول قد للتكثير، فإنها قد تأتي لإفادته كما تأتي ربّ. والضمير في {إنَّه} للشأن، وقرئ بفتح الياء من {يحزنك} وضمها. وقرئ: {يكذبونك} مشدّداً ومخففاً، واختار أبو عبيد قراءة التخفيف. قال النحاس: وقد خولف أبو عبيد في هذا. ومعنى {يكذبونك} على التشديد: ينسبونك إلى الكذب ويردّون عليك ما قلته. ومعنى المخفف: أنهم لا يجدونك كذاباً، يقال أكذبته: وجدته كذاباً، وأبخلته: وجدته بخيلاً.
وحكى الكسائي عن العرب: أكذبت الرجل: أخبرت أنه جاء بالكذب، وكذّبته: أخبرت أنه كاذب.
وقال الزجاج: كذبته إذا قلت له كذبت، وأكذبته: إذا أردت أن ما أتى به كذب. والمعنى: أن تكذيبهم ليس يرجع إليك، فإنهم يعترفون لك بالصدق، ولكن تكذيبهم راجع إلى ما جئت به، ولهذا قال: {ولكن الظالمين بئايات الله يَجْحَدُونَ} ووضع الظاهر موضع المضمر لزيادة التوبيخ لهم، والإزراء عليهم، ووصفهم بالظلم لبيان أن هذا الذي وقع منهم ظلم بين.
قوله: {وَلَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ على مَا كُذّبُواْ وَأُوذُواْ حتى أتاهم نَصْرُنَا} هذا من جملة التسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أن هذا الذي وقع من هؤلاء إليك ليس هو بأوّل ما صنعه الكفار مع من أرسله الله إليهم، بل قد وقع التكذيب لكثير من الرسل المرسلين من قبلك، فاقتد بهم ولا تحزن واصبر كما صبروا على ما كذبوا به، وأوذوا، حتى يأتيك نصرنا كما أتاهم فإنا لا نخلف الميعاد و{لِكُلّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد: 38] {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والذين ءامَنُواْ} [غافر: 51] {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون} [الصافات: 171 173] {كَتَبَ الله لأغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى} [المجادلة: 21] {وَلاَ مُبَدّلَ لكلمات الله} بل وعده كائن، وأنت منصور على المكذبين، ظاهر عليهم.
وقد كان ذلك ولله الحمد. {وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ المرسلين} ما جاءك من تجرّى قومهم عليهم في الابتداء، وتكذيبهم لهم، ثم نصرهم عليهم في الانتهاء، وأنت ستكون عاقبة هؤلاء المكذبين لك كعاقبة المكذبين للرسل، فيرجعون إليك ويدخلون في الدين الذي تدعوهم إليه طوعاً أو كرهاً.
قوله: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ} كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يكبر عليه إعراض قومه، ويتعاظمه، ويحزن له، فبين له الله سبحانه أن هذا الذي وقع منهم من توليهم عن الإجابة له، والإعراض عما دعا إليه، هو كائن لا محالة لما سبق في علم الله عزّ وجلّ، وليس في استطاعته وقدرته إصلاحهم وإجابتهم قبل أن يأذن الله بذلك، ثم علق ذلك بما هو محال، فقال: {فَإِن استطعت أَن تَبْتَغِىَ نَفَقاً في الأرض} فتأتيهم بآية منه {أَوْ سُلَّماً فِي السمآء فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} منها فافعل، ولكنك لا تستطيع ذلك فدع الحزن، {وَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حسرات} [فاطر: 8] و{مَا أَنتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ} [الغاشية: 22] والنفق: السرب والمنفذ، ومنه النافقاء لجحر اليربوع، ومنه المنافق.
وقد تقدّم في البقرة ما يغني عن الإعادة. والسلم: الدرج الذي يرتقي عليه، وهو مذكر لا يؤنث، وقال الفراء: إنه يؤنث. قال الزجاج: وهو مشتق من السلامة، لأنه يسلك به إلى موضع الأمن. وقيل: إن الخطاب وإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالمراد به أمته، لأنها كانت تضيق صدورهم بتمرّد الكفرة وتصميمهم على كفرهم، ولا يشعرون أن لله سبحانه في ذلك حكمة، لا تبلغها العقول، ولا تدركها الأفهام، فإن الله سبحانه لو جاء لرسوله صلى الله عليه وسلم بآية تضطرهم إلى الإيمان لم يبق للتكليف الذي هو الابتلاء والامتحان معنى، ولهذا قال: {وَلَوْ شَاء الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الهدى} جمع إلجاء وقسر، ولكنه لم يشأ ذلك، ولله الحكمة البالغة {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الجاهلين} فإن شدّة الحرص والحزن لإعراض الكفار عن الإجابة قبل أن يأذن الله بذلك هو صنيع أهل الجهل، ولست منهم، فدع الأمور مفوّضة إلى عالم الغيب والشهادة، فهو أعلم بما فيه المصلحة، ولا تحزن لعدم حصول ما يطلبونه من الآيات التي لو بدا لهم بعضها، لكان إيمانهم بها اضطراراً {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ} أي إنما يستجيب لك إلى ما تدعو إليه الذين يسمعون سماع تفهم بما تقتضيه العقول وتوجبه الأفهام، وهؤلاء ليسوا كذلك، بل هم بمنزلة الموتى الذين لا يسمعون ولا يعقلون لما جعلنا على قلوبهم من الأكنة، وفي آذانهم من الوقر، ولهذا قال: {والموتى يَبْعَثُهُمُ الله} شبههم بالأموات بجامع أنهم جميعاً لا يفهمون الصواب، ولا يعقلون الحق، أي أن هؤلاء لا يلجئهم الله إلى الإيمان وإن كان قادراً على ذلك، كما يقدر على بعثة الموتى للحساب {ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} إلى الجزاء فيجازى كلا بما يليق به كما تقتضيه حكمته البالغة.
وقد أخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس، في قوله: {قَالُوا ياحسرتنا} قال: الحسرة الندامة.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبراني وأبو الشيخ، وابن مردويه، والخطيب بسند صحيح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم في قوله: {يا حسرتنا} قال: «الحسرة أن يرى أهل النار منازلهم من الجنة، فتلك الحسرة».
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} قال: ما يعملون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {لَعِبٌ وَلَهْوٌ} قال: كل لعب: لهو.
وأخرج الترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والحاكم وصححه، والضياء في المختارة، عن عليّ بن أبي طالب، قال: قال أبو جهل للنبيّ صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذّبك ولكن نكذّب بما جئت به، فأنزل الله: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ ولكن الظالمين بِآيَاتِ الله يَجْحَدُون}.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن أبي يزيد المدني، أن أبا جهل قال: والله إني لأعلم أنه صادق، ولكن متى كنا تبعاً لبني عبد مناف؟.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، عن أبي ميسرة، نحو رواية عليّ بن أبي طالب.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ولكن الظالمين بئايات الله يَجْحَدُونَ} قال: يعلمون أنك رسول الله ويجحدون.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {وَلَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ} قال: يعزّي نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج مثله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسما والصفات، عن ابن عباس قال: {فَإِن استطعت أَن تَبْتَغِىَ نَفَقاً في الأرض} والنفق: السرب، فتذهب فيه فتأتيهم بآية، أو تجعل لهم سلماً في السماء فتصعد عليه {فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَة} أفضل مما أتيناهم به، فافعل {وَلَوْ شَاء الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الهدى} يقول سبحانه: لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {نَفَقاً في الأرض} قال: سرباً {أَوْ سُلَّماً في السماء} قال: يعني الدرج.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن الحسن في قوله: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ} قال: المؤمنون {والموتى} قال: الكفار.
وأخرج هؤلاء عن مجاهد مثله.